الاثنين، يونيو 25، 2012

رقابة المعلم على تلميذه

ملخص البحث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، و معلم الناس الهدى و الدين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فهذا ملخص لبحثي التكميلى بعنوان:
(رقابة المعلم على تلميذه. دراسة مقارنة)
و كانت دراستي مقارنة بين الأنظمة السعودية وبين ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء في هذا المجال للحاجة الماسة لدراسة لمثل هذا الموضوع لكثرة من يحملون لواء التعليم، فقد بلغ عددهم قرابة 460 ألف معلم([1]) .
 و لما أجده في نفسي من رغبة لدراسة مثل هذا الموضوع نظرا لعملي في هذا المجال أكثر من ثمانية عشر عاماً.
تقسيمات البحث:
وفيه مقدمة، وتمهيد، وثلاث فصول، وخاتمة.
المقدمة.
التمهيد
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: المراد بالرقابة لغة وشرعاً ونظاماً.
المبحث الثاني: المراد بالمعلم في الفقه و النظام.
الفصل الأول: مشروعية رقابة المعلم
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الأدلة على مشروعية رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المبحث الثاني: الأدلة على مشروعية رقابة المعلم في النظام.
المبحث الثالث: المقارنة بين أدلة مشروعية رقابة المعلم في الفقه والنظام.
الفصل الثاني: شروط رقابة المعلم و مسقطاتها فيه
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: شروط رقابة المعلم.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: شروط رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: شروط  رقابة المعلم في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين شروط رقابة المعلم في الفقه والنظام.
المبحث الثاني مسقطات رقابة المعلم.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مسقطات رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: مسقطات رقابة المعلم  في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين مسقطات رقابة المعلم في الفقه والنظام.
الفصل الثالث: أثر رقابة المعلم على تلميذه
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: تأديب المعلم لتلميذه.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تأديب المعلم لتلميذه في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: تأديب المعلم لتلميذه في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين تأديب المعلم لتلميذه في الفقه والنظام.
المبحث الثاني:ضمان الضرر النتج عن التأديب.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: ضمان الضرر الناتج عن التأديب في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: ضمان الضرر الناتج عن التأديب في النظام.
المطلب الثالث: مقارنة  ضمان الضرر الناتج عن التأديب بين الفقه والنظام.
الخاتمة:
 وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات.
الفهارس:
أولاً: فهرس الآيات القرآنية.
ثانياً: فهرس الأحاديث النبوية والآثار.
ثالثاً: فهرس الأعلام.
رابعاً: فهرس المصادر والمراجع.
خامساً: فهرس الموضوعات.

و أبرز ما جاء في هذا البحث من نقاط و نتائج:
·        التّعريفِ المختارِ للرقابةِ بمعناها اللغويِّ، فتأتي بمتابعةُ شيءٍ صيانةً له عن المخالفةِ.
·        و في الفقه الإسلامي لم تُعرّف الرقابة بهذا اللفظ لحداثته، لكن اتفقت الشرائع السماوية و الوضعية على طريقة وحيدة يمكن أن تتكفل بذلك سميت في الاصطلاح باسم الولاية و هي قيام شخص راشد على شخص قاصر في تدبير شؤونه الشخصية و المالية، وهي تقارب تعريف الرقابة في الشرع والولاية فهي تجتمع في معنى الرقابةِ: الرعايةُ، الحفظُ، الانتظارُ.
·        ورقابة المعلم على التلميذ في النظام تتمثل في اتخاذ المعلم للوسائل و التدابير اللازمة في الحدود المألوفة للحيلولة دون وقوع الضرر الذي يحدثه التلميذ أو يفناط بعنصرين، هما الالتزام بالتعليم، والاتزام بالرقابة.
·        وتشمل الوظائف التعليمية: المدرس أو المدرسة، المدير أو المديرة ، الوكيل أو الوكيلة الموجه التربوي أو الموجهة التربوية، و المعلم موظف حكومي وبناء ً على ذلك تسري عليه أحكام و مواد نظام الخدمة المدنية.
·        المراد بالمعلم في الفقه مَنْ يَتَّخِذُ مِهْنَةَ التَّعْلِيمِ وهو مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعِلْمَ كَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالْفَرَائِضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ. كَمَا أَطْلَقُوهُ عَلَى مَنْ يُعَلِّمُ غَيْرَهُ صَنْعَةً قَدْ بَرَعَ فِيهَا، وقد يطلق عليه لفظ المدرس كذلك.
·        رقابة المعلم على تلميذه ثابتة بالقرآن و من السنة وإجماع العلماء و قياس المعلم على الأب.
·          ولا خلاف بين الفقهاء في ثبوت ولاية تأديب التلاميذ لمعلمهم، إصلاحاً لهم وتعليماً وزجراً عن سيء الأخلاق ورديء الفعال بالنصح والأمر والنهي والوعيد و التعنيف ثم بالضرب إن لم ينفع التأديب بالقول.
·        تثبت رقابة المعلم بطبيعة وظيفته فيعتبر موظفاً في نظام الدولة وبما ورد في سياسة التعليم في المملكة و في ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم، ومن ذلك ما ورد في القواعد التنظيمية للتعليم العام.
·        الفقه الإسلامي بأحكامه و النظام بمواده ولوائحة تتفق على هذه مشروعية هذه الرقابة.
·        الفقهاء ـ رحمهم الله ـ يذكرون شروطاً خاصة لا بد أن تتوفر بمن يقوم بهذه الولاية و الرقابة و الرعاية الشرعية فمن تلك الشروط (الإسلام، والقدرة، والعدالة).
·        النظام اشترط وجود الجنسية السعودية وتوفر اللياقة الصحية والأخلاقية، وكذلك اشترط النظام توفر الكفاية في المعلم ليقوم بهذه الرقابة.
·        تتفق شروط النظام مع شروط الفقه في رقابة المعلم.
·        تسقط الرقابة عن المعلم في الفقه بفوات شرط من الشروط  التي يستحق بها الرقابة على تلميذه مثل أن يرتدّ المعلم، أو يصاب بمرض، أو جنون يحول بينه وبين أداء عمله، أو أن يرتكب ما يوقعه في الفسق فمتى عدمت تنعدم معها رقابة المعلم و رعايته على تلميذه.
·         نصت النظم و اللوائح والتعاميم المنظمة في المملكة العربية السعودية على أن المعلم يبعد عن التعليم ، أو يفصل من عمله إذا بدر منه أي تقصير أو إخلال بعمله وذلك وفق الأتي:
أولاً: من تسقط رقابته للمصلحة العامة (مثل القضايا الأمنية).
ثانياً: من تسقط رقابته لإساءته للدين بالقول و الفعل.
ثالثاً: من تسقط رقابته للإخلال بالوظيفة.
رابعاً: من تسقط رقابته بسبب العجز.
·         يتفق الفقه و النظام في مسقطات رقابة المعلم.
·        طرق الفقهاء تأديب المعلم لتلميذه في الفقه الإسلامي تعددت على النحو الآتي:
أولاً: النصح والتوجيه والمعاملة الحسنة.
ثانياً: التعليم المتقن.
ثالثاً: العدل بين التلاميذ و تعامله معهم.
رابعاً: التدريج في التأديب و لتحقيق المصلحة و النفع للتلميذ و يكون التدرج وفق الآتي:
1-  التأديب بالوعظ.
2-  التأديب بالتوبيخ.
3-  التأديب بإشعار التلميذ بعدم الرضا ( الإعراض و الحرمان و الطرد ).
4-  التأديب بالضرب.
·         تأديب المعلم لتلميذه في النظام على النحو الآتي:
1-  النصح في تعلميهم و توجيههم.
2-  حرمان التلميذ.
3-  توبيخه و إنذاره.
4-  تضمينه ما تلفه.
·         تأديب التلميذ من معلمه يتفق كثيراً مع ما ورد في الفقه الإسلامي إلا أن ثمة فرقاً في ضرب التلميذ إذ شدد فيها النظام و منع منها بخلاف ضرب المؤدب والمعلم ي الفقه الإسلامي فلم يمنع منه.
·        يفرق الفقهاء رحمهم الله بين ضمان الضرر الناتج في التأديب المشروع له فيه وبين ما ليس مشروعاً له فإذا كان الضرر نتاجاً عن تأديب غير مشروع له فباتفاق العلماء فإنه يضمن.
وإذا أدّب المعلم تلميذه بما هو مشروع له فيه فأدى ذلك لهلاك التلميذ أو تضرر فللفقهاء في المسألة قولين الراجح منهما أنه لا ضمان عليه.
·        الضرر الناتج في النظام اتجهت الآراء التي قيلت في مدى التزام المعلم بضمان سلامة التلميذ بمقتضى عقد التعليم بثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول: أن عقد التعليم لا ينشئ التزاماً على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ.
الاتجاه الثاني: عقد التعليم ينشئ التزاماً بضمان السلامة في الحالة التي يقيم المدرسة التلميذ في القسم الداخلي من المدرسة.
الاتجاه الثالث: عقد التعليم ينشئ التزاماً على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ  وهو المراد.
·        صور الضرر الناتج من المعلم في رقابته على التلميذ:
أ- فالضرر بفعل مباشر من المعلم.
ب- الضرر الناتج من القصور في الرقابة، على النحو التالي:
1 ـ انعدام أو عدم كفاية الرقابة.
2 ـ تسهيل وقوع الضرر.
3 ـ عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية.
·        يتفق موقف الفقه الإسلامي مع موقف النظام من مسألة ضمان المعلم للضر الذي يقع على التلميذ نتاجاً عن تأديب غير مشروع له.
·        المعلم في النظام يعتبر مسؤولاً مسؤولية كاملة عن التلميذ و أن أي ضرر يقع عليه في وقت الدوام الرسمي، بخلاف التلميذ في الفقه الإسلامي فلا يعتبر المعلم مسؤولاً عنه توجب الضمان عليه حال انصرافه أو دخوله و خروجه.
   هذا و يحسن أن أوصي في ختام هذا البحث بالأتي:
·        نظراً لكثرة المدارس و ما  تتضمنه من المعلمين و التلاميذ و الحاجة الماسة لضبط التلميذ و رعايتهم أوصي بجمع الأنظمة و اللوائح و السياسات و الأخلاقيات و التعاميم و القواعد الداخلية في وزارة التربية و التعليم و التي تعتني بالموضوع و صياغة نظام شامل لرقابة المعلم على التلميذ و مسؤولية المعلم.
·        من خلال عملي في التربية و التعليم أجد أن كثير من المعلمين بحاجة ماسة إلى التدريب و إقامة ورش العمل على ما يلزمهم تجاه التلاميذ لتحقيق الرقابة والوسائل السليمة للقيام بها.
·        أوصي الباحثين بدراسة مسؤولية المعلم الجنائية و ما قد يحصل منه تعدي أو تفريط تجاه التلميذ.
و الحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على نبينا محمد.



([1]) موقع وزارة التربية و التعليم: http://www.moe.gov.sa/stat/faynilkingdom.htm  .

ليست هناك تعليقات: