الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

خاطرة من الماضي الرمضاني الجميل...

قد لا اكون ممن حضر المشهد بأكمله و لا تصور الحدث بكامل تفاصيله لكن حسبي ما ينقلك الى عالم مليء بكل معاني الجمال و البساطة و السماحة ، باعثها ما نعيشه هذه الايام من ليالي مباركة كتب الله لنا فيها القبول.
في سطح ذلك المسجد الطيني المغطى بطبقة رقيقة من الاسمنت و جدار بارتفاع لا يتجاوز المتر الواحد تتقدمه سجادة للامام و سجادة طويلة خلفه كانت تحوي خيرة الرجال لم تتلهم الحياة عن المبادرة في الخيرات و التسابق للصلاة و يزيّن ذلك السطح صوتٍ شجي كأنما ينزل من السماء لم يعرف المكرفون له طريقا ، في ضوء خافت لا ترى أمامك إلا نخل ذلك البستان و تتوسطة شجرة سدر كبيرة تسبح بك في خيال سيّار و تحدثك عن أخبار و أخيار يرافق ذلك المشهد هدوءٌ عذب يريح النفس و يبهج الخاطر لم يؤذهم ضجيج المكيفات و لا الاصوات المرتفعة و لا الانارة الصارخة ، 
ما اروع تلك الايام و اجمل تلك اللحظات كلما تذكرتها الان اتحفز للعبادة و الصلاة و القيام مع صادق الدعوات لتلك الأنفس الزكيّات و الهج بالدعوات أن يسبغهم الله بواسع الرحمات 
فكم كانوا يسارعون في الخيارات و يتسابقون للصلوات و لم تشغلهم الدنيا و يلههم الأمل
اللهم فآنس وحشتهم في القبور و أجرهم يوم البعث و النشور و اجمعنابهم في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصدقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا

داود
١٤٣٣/٩/٢٦

الاثنين، يونيو 25، 2012

رقابة المعلم على تلميذه

ملخص البحث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، و معلم الناس الهدى و الدين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فهذا ملخص لبحثي التكميلى بعنوان:
(رقابة المعلم على تلميذه. دراسة مقارنة)
و كانت دراستي مقارنة بين الأنظمة السعودية وبين ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء في هذا المجال للحاجة الماسة لدراسة لمثل هذا الموضوع لكثرة من يحملون لواء التعليم، فقد بلغ عددهم قرابة 460 ألف معلم([1]) .
 و لما أجده في نفسي من رغبة لدراسة مثل هذا الموضوع نظرا لعملي في هذا المجال أكثر من ثمانية عشر عاماً.
تقسيمات البحث:
وفيه مقدمة، وتمهيد، وثلاث فصول، وخاتمة.
المقدمة.
التمهيد
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: المراد بالرقابة لغة وشرعاً ونظاماً.
المبحث الثاني: المراد بالمعلم في الفقه و النظام.
الفصل الأول: مشروعية رقابة المعلم
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الأدلة على مشروعية رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المبحث الثاني: الأدلة على مشروعية رقابة المعلم في النظام.
المبحث الثالث: المقارنة بين أدلة مشروعية رقابة المعلم في الفقه والنظام.
الفصل الثاني: شروط رقابة المعلم و مسقطاتها فيه
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: شروط رقابة المعلم.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: شروط رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: شروط  رقابة المعلم في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين شروط رقابة المعلم في الفقه والنظام.
المبحث الثاني مسقطات رقابة المعلم.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مسقطات رقابة المعلم في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: مسقطات رقابة المعلم  في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين مسقطات رقابة المعلم في الفقه والنظام.
الفصل الثالث: أثر رقابة المعلم على تلميذه
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: تأديب المعلم لتلميذه.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تأديب المعلم لتلميذه في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: تأديب المعلم لتلميذه في النظام.
المطلب الثالث: المقارنة بين تأديب المعلم لتلميذه في الفقه والنظام.
المبحث الثاني:ضمان الضرر النتج عن التأديب.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: ضمان الضرر الناتج عن التأديب في الفقه الإسلامي.
المطلب الثاني: ضمان الضرر الناتج عن التأديب في النظام.
المطلب الثالث: مقارنة  ضمان الضرر الناتج عن التأديب بين الفقه والنظام.
الخاتمة:
 وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات.
الفهارس:
أولاً: فهرس الآيات القرآنية.
ثانياً: فهرس الأحاديث النبوية والآثار.
ثالثاً: فهرس الأعلام.
رابعاً: فهرس المصادر والمراجع.
خامساً: فهرس الموضوعات.

و أبرز ما جاء في هذا البحث من نقاط و نتائج:
·        التّعريفِ المختارِ للرقابةِ بمعناها اللغويِّ، فتأتي بمتابعةُ شيءٍ صيانةً له عن المخالفةِ.
·        و في الفقه الإسلامي لم تُعرّف الرقابة بهذا اللفظ لحداثته، لكن اتفقت الشرائع السماوية و الوضعية على طريقة وحيدة يمكن أن تتكفل بذلك سميت في الاصطلاح باسم الولاية و هي قيام شخص راشد على شخص قاصر في تدبير شؤونه الشخصية و المالية، وهي تقارب تعريف الرقابة في الشرع والولاية فهي تجتمع في معنى الرقابةِ: الرعايةُ، الحفظُ، الانتظارُ.
·        ورقابة المعلم على التلميذ في النظام تتمثل في اتخاذ المعلم للوسائل و التدابير اللازمة في الحدود المألوفة للحيلولة دون وقوع الضرر الذي يحدثه التلميذ أو يفناط بعنصرين، هما الالتزام بالتعليم، والاتزام بالرقابة.
·        وتشمل الوظائف التعليمية: المدرس أو المدرسة، المدير أو المديرة ، الوكيل أو الوكيلة الموجه التربوي أو الموجهة التربوية، و المعلم موظف حكومي وبناء ً على ذلك تسري عليه أحكام و مواد نظام الخدمة المدنية.
·        المراد بالمعلم في الفقه مَنْ يَتَّخِذُ مِهْنَةَ التَّعْلِيمِ وهو مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعِلْمَ كَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالْفَرَائِضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ. كَمَا أَطْلَقُوهُ عَلَى مَنْ يُعَلِّمُ غَيْرَهُ صَنْعَةً قَدْ بَرَعَ فِيهَا، وقد يطلق عليه لفظ المدرس كذلك.
·        رقابة المعلم على تلميذه ثابتة بالقرآن و من السنة وإجماع العلماء و قياس المعلم على الأب.
·          ولا خلاف بين الفقهاء في ثبوت ولاية تأديب التلاميذ لمعلمهم، إصلاحاً لهم وتعليماً وزجراً عن سيء الأخلاق ورديء الفعال بالنصح والأمر والنهي والوعيد و التعنيف ثم بالضرب إن لم ينفع التأديب بالقول.
·        تثبت رقابة المعلم بطبيعة وظيفته فيعتبر موظفاً في نظام الدولة وبما ورد في سياسة التعليم في المملكة و في ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم، ومن ذلك ما ورد في القواعد التنظيمية للتعليم العام.
·        الفقه الإسلامي بأحكامه و النظام بمواده ولوائحة تتفق على هذه مشروعية هذه الرقابة.
·        الفقهاء ـ رحمهم الله ـ يذكرون شروطاً خاصة لا بد أن تتوفر بمن يقوم بهذه الولاية و الرقابة و الرعاية الشرعية فمن تلك الشروط (الإسلام، والقدرة، والعدالة).
·        النظام اشترط وجود الجنسية السعودية وتوفر اللياقة الصحية والأخلاقية، وكذلك اشترط النظام توفر الكفاية في المعلم ليقوم بهذه الرقابة.
·        تتفق شروط النظام مع شروط الفقه في رقابة المعلم.
·        تسقط الرقابة عن المعلم في الفقه بفوات شرط من الشروط  التي يستحق بها الرقابة على تلميذه مثل أن يرتدّ المعلم، أو يصاب بمرض، أو جنون يحول بينه وبين أداء عمله، أو أن يرتكب ما يوقعه في الفسق فمتى عدمت تنعدم معها رقابة المعلم و رعايته على تلميذه.
·         نصت النظم و اللوائح والتعاميم المنظمة في المملكة العربية السعودية على أن المعلم يبعد عن التعليم ، أو يفصل من عمله إذا بدر منه أي تقصير أو إخلال بعمله وذلك وفق الأتي:
أولاً: من تسقط رقابته للمصلحة العامة (مثل القضايا الأمنية).
ثانياً: من تسقط رقابته لإساءته للدين بالقول و الفعل.
ثالثاً: من تسقط رقابته للإخلال بالوظيفة.
رابعاً: من تسقط رقابته بسبب العجز.
·         يتفق الفقه و النظام في مسقطات رقابة المعلم.
·        طرق الفقهاء تأديب المعلم لتلميذه في الفقه الإسلامي تعددت على النحو الآتي:
أولاً: النصح والتوجيه والمعاملة الحسنة.
ثانياً: التعليم المتقن.
ثالثاً: العدل بين التلاميذ و تعامله معهم.
رابعاً: التدريج في التأديب و لتحقيق المصلحة و النفع للتلميذ و يكون التدرج وفق الآتي:
1-  التأديب بالوعظ.
2-  التأديب بالتوبيخ.
3-  التأديب بإشعار التلميذ بعدم الرضا ( الإعراض و الحرمان و الطرد ).
4-  التأديب بالضرب.
·         تأديب المعلم لتلميذه في النظام على النحو الآتي:
1-  النصح في تعلميهم و توجيههم.
2-  حرمان التلميذ.
3-  توبيخه و إنذاره.
4-  تضمينه ما تلفه.
·         تأديب التلميذ من معلمه يتفق كثيراً مع ما ورد في الفقه الإسلامي إلا أن ثمة فرقاً في ضرب التلميذ إذ شدد فيها النظام و منع منها بخلاف ضرب المؤدب والمعلم ي الفقه الإسلامي فلم يمنع منه.
·        يفرق الفقهاء رحمهم الله بين ضمان الضرر الناتج في التأديب المشروع له فيه وبين ما ليس مشروعاً له فإذا كان الضرر نتاجاً عن تأديب غير مشروع له فباتفاق العلماء فإنه يضمن.
وإذا أدّب المعلم تلميذه بما هو مشروع له فيه فأدى ذلك لهلاك التلميذ أو تضرر فللفقهاء في المسألة قولين الراجح منهما أنه لا ضمان عليه.
·        الضرر الناتج في النظام اتجهت الآراء التي قيلت في مدى التزام المعلم بضمان سلامة التلميذ بمقتضى عقد التعليم بثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول: أن عقد التعليم لا ينشئ التزاماً على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ.
الاتجاه الثاني: عقد التعليم ينشئ التزاماً بضمان السلامة في الحالة التي يقيم المدرسة التلميذ في القسم الداخلي من المدرسة.
الاتجاه الثالث: عقد التعليم ينشئ التزاماً على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ  وهو المراد.
·        صور الضرر الناتج من المعلم في رقابته على التلميذ:
أ- فالضرر بفعل مباشر من المعلم.
ب- الضرر الناتج من القصور في الرقابة، على النحو التالي:
1 ـ انعدام أو عدم كفاية الرقابة.
2 ـ تسهيل وقوع الضرر.
3 ـ عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية.
·        يتفق موقف الفقه الإسلامي مع موقف النظام من مسألة ضمان المعلم للضر الذي يقع على التلميذ نتاجاً عن تأديب غير مشروع له.
·        المعلم في النظام يعتبر مسؤولاً مسؤولية كاملة عن التلميذ و أن أي ضرر يقع عليه في وقت الدوام الرسمي، بخلاف التلميذ في الفقه الإسلامي فلا يعتبر المعلم مسؤولاً عنه توجب الضمان عليه حال انصرافه أو دخوله و خروجه.
   هذا و يحسن أن أوصي في ختام هذا البحث بالأتي:
·        نظراً لكثرة المدارس و ما  تتضمنه من المعلمين و التلاميذ و الحاجة الماسة لضبط التلميذ و رعايتهم أوصي بجمع الأنظمة و اللوائح و السياسات و الأخلاقيات و التعاميم و القواعد الداخلية في وزارة التربية و التعليم و التي تعتني بالموضوع و صياغة نظام شامل لرقابة المعلم على التلميذ و مسؤولية المعلم.
·        من خلال عملي في التربية و التعليم أجد أن كثير من المعلمين بحاجة ماسة إلى التدريب و إقامة ورش العمل على ما يلزمهم تجاه التلاميذ لتحقيق الرقابة والوسائل السليمة للقيام بها.
·        أوصي الباحثين بدراسة مسؤولية المعلم الجنائية و ما قد يحصل منه تعدي أو تفريط تجاه التلميذ.
و الحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على نبينا محمد.



([1]) موقع وزارة التربية و التعليم: http://www.moe.gov.sa/stat/faynilkingdom.htm  .

الواو الثانية في داود


يروى أن حاكما إبان العهد العثماني يدعى داود باشا كان محباً للعلم و العلماء شغُوفاً لمعرفة العلم من ينبوعه الصافي ، وقد استشكل عليه ذات يوم كتابة اسمه ( داود) هل تكتب بواو واحدة أم بواوين ( داوود) فجمع العلماء في مجلسه و طلب منهم أن يبينوا له السبب في حذف الواو الثانية الملفوظة وغير المكتوبة من اسمه ، و قال إن لم تخبروني سجنتكم حتى أجد الجواب الشافي ، فاحتاروا في جوابه وأحرجوا و لم يجدوا لذلك خبرا ، و لا في عقولهم أثرا ،  و تناظروا فيما بينهم علّ أحدهم يجد جوابا شافياً و خبرا بيّناً ، وبينما هم في صمت إذ بأحدهم و كان قوي الحجّة، ظريفاً، اهتدى إلى الجواب فقال له أيها الوالي : إن السبب في إسقاط الواو من اسمكم هو أن عَمراً سرق الواو من اسمكم دون حاجة إليها، لذا فإن النحاة دأبوا على التمثّل بقولهم: ضرب زيد عمراً عقاباً له، فهو ما يزال يضرب حتى يتخلّى عن الواو الذي هو لاسمكم ، فضحك الحاكم و اعجب بقوله وأطلق سراح العلماء الذين سجنهم لعجزهم عن الجواب، وكافأ هذا العالِم على قوة حجته و سرعة بديهته.

      و كان هذا التساؤل - كما الحاكم العثماني ­– يصاحبني كثيراً و اظنه يلازم الكثيرين من أبناء العم و خاصة عندما أُسأل من أحدهم هل داود بواو واحدة أم بواوين فأحير جواباً لا سيما وأنا أرى كثيرا من أبناء العم يكتبون أسماءهم بواوين ، حتى يسر الله لي و سألت أستاذا جامعيا كان يدرسنا اللغة العربية في الكلية عن أسمي و هل تكتب الواو أم لا فقال لي أن أسم داود و طاوس تكتب بواو واحدة و تنطق بواوين و هي مثل الألف في لكن أو هذا و استقر هذا القول عندي و تأكد و أصبحت أقوله لكل من يناقشني .

      و لكن مع تعدد اللقاءات مع أبناء العم في كثير من المناسبات يُصر بعضهم على أن داود تكتب بواوين ولا يقبل النقاش في ذلك.

     وسعياً لتجلية الأمر وإيضاحه بحثت ذلك وكتبت لمحة بسيطة في واو داود فاتضح  أن هناك حروفا في الرسم العثماني تنطق و لا تكتب كما في اسحق و داود و القاعدة في رسم القرآن ألا يرسم واوان متتاليان الثاني منهما حرف مد. وذلك أن الواو المدية حرف يتولد من ضمه الحرف الذي قبله، فيؤدي تغييرًا أو إضافة في المعنى، قال تعالى : (يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (وقال تعالى ( وَإِذَا الْمَوْءُودَة سُئِلَتْ )) وقال تعالى) : (مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا ). فحذف الواو الثانية في رسم القران و نظائر حذف الواو كثير فقد شمل الحذف في القرآن الكريم خمسة حروف هي؛ ا ، و ، ي ، ل ، ن ووقع الحذف للواو في آخر كلمات وفي وسط أخريات وبذلك وضح سبب حذف الواو في رسم القرآن الكريم في كلمة داود .

     و لم تتفق الآراء تبعا لذلك في كتابة داود في غير المصحف فهناك من قال بأن اسم داود سواء كتب بواو أو بواوين فكل ذلك صواب فقد قال الصولي في كتابه أدب الكتاب " فأما المواضع التي نقصت منها فواو " طاوس " و " داود " كتبوهما بواو واحدة، كراهية للشبهين والحرف معروف. ومن كتبه بواوين على الأصل فقد أصاب" وفي كتاب شرح شافية ابن الحاجب " ونقص كثير من الكُتّاب الواو من داود، لاجتماع الواوين، وبعضهم يكتبها." فإن كتبتها بواو أو واويين فأنت مصيب و خاصة أن من كتبها بواوين فهو مستصحب للأصل بمعنى أن الأصل أن تكتب واوان بناء على الأصل.

     وبعضهم يرى أن اسم داود يكتب بواو واحدة كما في قواعد الإملاء لابن عثيمين حيث يقول : القاعدة الخامسة : فيما ينطق به ولا يكتب و ذكر منها إحدى الواوين في طاوس ، و داود . و كذلك يرى الحريري كما في كتابه درة الغواص في أوهام الخواص ج1 ص 69 حيث يقول "باب ومن أوهامهم في الهجاء أنهم لا يفرقون بين ما يجب أن يكتب بواو واحدة وما يكتب بواوين ولا يميزون بين هذين النوعين  والاختيار عند أرباب هذا العلم أن يكتب داود وطاوس وناوس بواو واحدة للتخفيف"

وقال ابن عاشور في كتابه التحرير و التنوير " وقال القراء العرب : قد تسقط الواو في بعض الهجاء كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه ، أي كما أسقطوا الواو الثانية من داوود وبكثرة يكتبونه داود”

   وكرهوا في الخط العربي كتابتها و عندهم قاعدة اسمها: كراهة توالي الأمثال .أي: يُكره كتابة ألفين متجاورين, أو واوين متواليين مثل: قرأأن, داوود, رؤوف .لكن تكتب: قرآن, داود, رءوف .

     وبهذا أخلص إلى أن كتابة داوود بواوين واردة وكتابتها بواو واحدة واردة  وهو ما يرجحه العلماء المحققين المتأخرين منعاً للتكرار وتوالي الأمثال بل و يوهّمون من يكتبها بواوين.

 هذا ما تيسر إيراده و جمعه .

و الله أسأل أن يجمع الجميع على طاعته.

د. داود بن عبد العزيز محمد الداود




السبت، أبريل 07، 2012

أهمية تحديد الحقوق و المسؤوليات في المدرسة

تنتشر في ربوع مملكتنا الغالية - و لله الحمد - مدارس كثيرة و متنوعة  زاخرة بأعداد كبيرة من الطلاب  مما يجعلها في بعض الأحيان تستوعب أعداداً فوق طاقتها و تبعا لذلك  تكون محطاً لكثير من المشكلات التي تتصدر و سائل الإعلام المتعددة و التي هي نبض الشارع و حديث الناس و بضاعة الكتاّب في الصحافة و تندر المتلقي في وسائل التواصل الاجتماعي.
 ففي المملكة ما يزيد عن ثلاثين ألف مدرسة تقريباً يتجمع في كل مدرسة الطلاب وقد يصل العدد أحياناً إلى ألف طالب  في مبناً واحد تتعدد و تتنوع مرافقه و ملحقاته مما يُحتم فيها إتقان رعاية التلميذ و العناية به ، و مع استصحاب طبيعة الطفل المفعمة بالحركة الدؤوبة و النفس المندفعة اللاهثة للعب و الحركة المطردة ، و غالباً تكون مواطن الشجار بينهم كثيرة  ، لا تخلو المدارس من قضايا و مشكلات و نزاعات بين الطالب و معلمه أو بين الطلاب مع بعضهم البعض و خاصة إذا صاحب ذلك تفريط من المسؤولين عن المدرسة من غياب و تأخر و تقاعس عن أداء الرسالة المناطة بهم و كذلك إذا استحضرنا أن العامل في المدرسة يتعرض في عمله لمخاطر عديدة لا تقل جسامة عن المخاطر التي يتعرض لها غيره كالطبيب والمهندس والمقاول و رجل الأمن....  
     أن الظروف الحالية التى تشهدها مؤسساتنا التعليمية من كثرة أعداد الطلاب في الفصول  و سوء و نقص المرافق التعليمية و ضعف الكوادر التعليمية والأهداف الطموحة التي يسعى الجميع إلى تحقيقها ، تلقى على المسؤولين في المدرسة مشاق كثيرة حيث يتولون تعليم و رعاية ورقابة أعداد كبير من التلاميذ في سن حيوية ونشاط تحتم على القائمين على التعليم توضيح تلك الحقوق و المسؤوليات في نظام مكتوب و مسطر يعرفه المعلم و الطالب و لي أمره و القاضي و المحامي و المتابع للشأن المدرسي ليقوم كلٌ بدوره المناط به فلا تضيع الحقوق و لا تلصق التهم و ليحذر المقصر و يسهل تحديد المسؤوليات واصحابها و العقوبة المترتبة على التفريط بها. 
أن مما نعاني منه في مدارسنا أن يقال لك من المشرف الزائر أو المسؤول المقولة المتكررة دوماً النظام ينص على كذا وقد ورد في التعميم كذا و عند التحقق لا تجد ثمة نظام واضح وظاهر يسهل الرجوع إليه و إنما مجموعة من التعاميم القديمة أو هي عادةٌ درج عليها السابقون و تابعهم فيها اللاحقون و لم ينص عليها نظام صريح  واضح أو تعميم بيّنٌ ظاهر .
و المتتبع لأنظمة التعليم يجد أنها وردت في سياسة التعليم في المملكة و في اللائحة التعليمية على نظام الخدمة المدنية و في أخلاقيات مهنة التعليم و القواعد التنظيمية للتعليم العام و غيرها من القواعد و التعاميم المهتمة بشأن التعليم مما يشكل صعوبة للمهتم في حصر هذا النظام و تحديد تلك المسؤوليات.
و مما يدعو للتفاؤل في هذا السياق و يبشر ببزوغ نظام حقوقي رائد في التعليم ما صدر مؤخراً من مجلس الوزراء ببيان التشكيلات المدرسية و تحديد المهام فيها و تفصيل للالتزامات و تحديد للمسؤوليات  و لعل ذلك يكون بداية لوضع نظام شامل يحدد المسؤوليات و الصلاحيات لكل من يتولى العمل في هذه المدرسة و الجهات ذات العلاقة في العملية التعليمية.
لكن مما يدعو للأسف في هذا السياق أن لا يظهر جلياً مثلاً دور المشرف التربوي و مسؤوليته و المهام المناطة به و خاصة في ضل تعدد المشرفين و تنوع  أدوارهم و مهامهم   فلا بد - من وجهة نظري - من توفر نظام محدد يبين المهام و المسؤوليات لكل مشرف ، و خاصة إذا علم أن المتابعة و الملاحظة التي يقوم بها المشرف لها دور كبير في تعزيز و تعديل الموقف التعليمي أو السلوكي لدى جميع شاغلي الوظائف التعليمية.
  و يحسن الإشارة إلى  إن وجود الأنظمة التعليمية في بعض الدول ساعد كثيراً في ضبط و تحييد كثيراً من المشكلات تبعاً لتحديد المسؤوليات و المهام للعاملين في المدارس و شاغلي الوظائف التعليمية و سهل كثيراً على المسؤول عن متابعة شاغلي الوظائف التعليمية سرعة تميز الموقف الحاصل و الحكم عليه كما و سهل كثيرا على القضاء البت في القضايا المتعلقة بالتعليم و أعان المحامين في الترافع عن أمام القضاء و تبعاً له يسهل توقع الحكم .
  و بناءً على ما سبق ايراده  كم أتمنى وجود نظام موحد في المملكة يهتم بالتعليم و جميع العاملين فيه لتتحقق الأهداف المرجوة ولنرتقي بمؤسساتنا التعليمية و نحقق تطلعاتها  و لتكون مكاناً و ملاذاً آمننا لتلاميذنا في ضل تحديد المسؤوليات و تبين مواطنها . 
أن وجود الدليل الاجرائي لشاغلي الوظائف التعليمية الحالي و ان ساهم في تبيين طريقة التعامل مع القضية الحاصلة في المدرسة و كيفية معالجتها و تصنيف القضايا الا انه لم يسمِ مهام العاملين في الوظائف التعلمية و و لم يحدد المسؤوليات  
  بقي أن أشير في خضم هذه المهام و المسؤوليات إلى الدور المهم و الفاعل  للأسرة في مثل هذه التداعيات و رمي الاتهامات و التملص من المسؤوليات
فترك الطفل مثلاً يتغيب عن اليوم الدراسي بدون عذر مما يؤخره دراسياً في تحصيله و تأثيره السلبي على دافعيته للتعليم  أو تأخر الأب عن الحضور للمدرسة إذا تم استدعاؤه لمصلحة الطالب في مشكلة اخلاقية حصلت أو تأخر دراسي أو تقصيره عن متابعة أبنهم دراسياً و تربوياً و غيرها كثير...  أمور ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار في مثل هذه الأنظمة و القوانين التعليمية
أن التطور الحاصل لمؤسساتنا التعليمية  و أنظمتنا القضائية و المؤسسات العدلية في المملكة لن يعجز أبداً من أن يصيغ نظام متكامل يخدم أهدافنا التعلمية  الطموحة للرقي بهذا البلد ليكون في مصاف الدول المتقدمة. 
وفق الله الجميع لمرضاته..... 
 
 داود بن عبدوالعزيز الداود
مدير مدرسة 
ماجستير في الانظمة

الأحد، فبراير 05، 2012

عرض موجزة لرسالتي في الماجستير: رقابة المعلم على تلميذه

إلى أي مدى يمكن للرقابة على التلاميذ أن تمارس دورًا في تفعيل معناها بعيدًا عما يتبادر إلى أذهان البعض من كلمة (رقابة) و(رقيب) كدلالة سالبة على الرصد والتتبع، دون أن تكون ذات مضمون تربوي عميق ودال على قيمة تعليمية مضافة إلى رصيد التلاميذ في إفادتهم من العملية التربوية؟
وهل ثمة حاجة أصلاً إلى إبراز الجانب الرقابي في سلوك المعلم بطريقة ربما لا يكون لها مردود إيجابي في حياة التلاميذ، لاسيما في مرحلة الطفولة؟
بين الحاجة إلى الرقابة كضرورة تربوية للتلاميذ، حفاظًا لهم عن الوقوع في  كثير من الأخطاء، وبين الحذر من أن تكون تلك الرقابة ضغطًا وإكراهًا على التلاميذ، ومؤثرًا على نفسياتهم، ربما كان هناك طريق ثالث لضبط التناسب بين حدي الرقابة كعملية تربوية ناجحة، وبين كونها أداة سالبة ومفضية إلى آثار عكسية لمعناها التربوي.
في دراسة مقدمة لنيل الماجستير تحت عنوان «رقابة المعلم على تلاميذه» يقدم الباحث داود بن عبدالعزيز بن محمد الداود دراسة مقارنة بين رقابة المعلم في النظام السعودي وبين ما جاءت به الشريعة الإسلامية.
عرض الباحث في الفصل الأول لتعريف الرقابة، فهي من الناحية اللغوية تأتي بمعنى متابعة شيء صيانة له عن المخالفة.
 أما في الفقه فلم تعرف الرقابة بهذا اللفظ لحداثته ولكن اتفق على أن مصطلح الرقابة يقابل مفهوم الولاية في الشرع وعليه عرفت الرقابة في الشرع على أنها رعاية التلاميذ وحفظهم مما يؤثر عليهم وتزويدهم بالعلوم والمهارات والصبر عليهم ممن هو أهل لذلك. ومن ثم ربط الباحث هذا التعريف بالتعريف النظامي للرقابة والذي يرى أنه لا يبتعد كثيرًا عن التعريف الشرعي فقد عرفت بأنها حق دستوري يخول صاحبه سلطة إصدار القرارات اللازمة لإنجاح مشروعات الخطة.
رقابة المعلم على تلميذه ثابتة بالقرآن ومن السنة وإجماع العلماء وقياس المعلم بالأب ولا خلاف بين الفقهاء في ثبوت ولاية تأديب التلاميذ لمعلمهم, إصلاحًا لهم وتعليمًا وزجرًا عن سيئ الأخلاق ورديء الفعال بالنصح والأمر والنهي والوعيد والتعنيف بالقول ثم بالضرب إذا لم ينفع القول.
ورقابة المعلم على التلميذ في النظام تتمثل في اتخاذ المعلم للوسائل والتدابير. اللازمة في الحدود المألوفة للحيلولة دون وقوع الضرر الذي يحدثه التلميذ ويرتبط بعنصرين, هما الالتزام بالتعليم, والالتزام بالرقابة.
ثم عرض الباحث بعد ذلك للأدلة على مشروعية رقابة المعلم على تلاميذه في النظام، واستدل على ذلك ببعض المواد التي وردت في التعاميم والقواعد المنظمة للعمل في وزارة التربية والتعليم. فقد نصت هذه التعاميم والقواعد أن للمعلم رقابة على التلميذ من خلال رعايته والعناية به وتعليمه وتأديبه بالطرق التي سنها النظام وأن يتجنب ضربه أو إيذاءه جسديًا؛ ومن ذلك ما ورد في القواعد التنظيمية للتعليم العام (المعلم صاحب مهنة نبيلة ومؤتمن على الطالب وهو المسؤول الأول عن تربيته تربية صالحة تحقق غاية سياسة التعليم في المملكة وأهدافها).
وتشمل مسؤوليات المعلم وواجباته احترام الطالب ومعاملته معاملة تربوية تحقق له الأمن والطمأنينة وتنمي شخصيته, وتشعره بقيمته وترعى مواهبه, وتغرس في نفسه حب المعرفة, وتكسبه السلوك الحميد والمودة للآخرين وتؤصل فيه الاستقامة والثقة بالنفس.
بهذا يعلم أن النظام يمنح للمعلم حق الرقابة على تلميذه متى ما كان مسؤولًا عنه وله الحق في توجيهه ونصحه وتعليمه وتأديبه ويلزمه تجنب المحاذير التي أوردها النظام من تجنب الضرب والإيذاء الجسدي.
وقد أشار الباحث في هذا الجانب بوضوح إلى اتفاق الفقه الإسلامي بأحكامه والنظام بمواده ولوائحه على مشروعية الرقابة.
ثم تطرق الباحث لشروط الرقابة بكلا الجانبين وأشار إلى ما يفيد اتفاق شروط النظام مع شروط الفقه في رقابة المعلم، فالفقهاء رحمهم الله يذكرون شروطًا خاصة لا بد أن تتوفر بمن يقوم بهذه الولاية والرقابة والرعاية الشرعية فمن تلك الشروط (الإسلام، والقدرة، والعدالة).
أما النظام فقد اشترط وجود الجنسية السعودية وتوفر اللياقة الصحية والأخلاقية، وكذلك اشترط توفر الكفاية في المعلم ليقوم بهذه الرقابة.
من جانب آخر , يتفق الفقه والنظام في مسقطات رقابة المعلم فنجد أن الفقه يسقط الرقابة عن المعلم بفوات شرط من الشروط التي يستحق بها الرقابة على تلميذه مثل أن يرتد المعلم, أو يصاب بمرض, أو جنون يحول بينه وبين أداء عمله, أو أن يرتكب ما يوقعه في الفسق فمتى عدمت تنعدم معها رقابة المعلم ورعايته على تلميذه.
أما في النظام, فقد نصت النظم واللوائح والتعاميم المنظمة في المملكة العربية السعودية على أن المعلم يبعد عن التعليم , أو يفصل من عمله إذا بدر منه أي تقصير أو إخلال بعمله وذلك وفق الآتي:
أولًا: من تسقط رقابته للمصلحة العامة مثل القضايا الأمنية.
 ثانيًا: من تسقط رقابته لإساءته للدين بالقول والفعل.
ثالثًا: من تسقط رقابته للإخلال بالوظيفة.
رابعًا: من تسقط رقابته بسبب العجز.
تطرق الباحث لطرق التأديب بالجانبين محل المقارنة فأفاد بأن طرق الفقهاء تأديب المعلم لتلميذه في الفقه الإسلامي تعددت على النحو الآتي:
أولًا: النصح والتوجيه والمعاملة الحسنة.
ثانيًا: التعليم المتقن.
ثالثًا: العدل بين التلاميذ وتعامله معهم.
رابعًا: التدريج في التأديب لتحقيق المصلحة والنفع للتلميذ.
أما الطرق المستخدمة في إطار النظام فتشمل:
- النصح في تعليمهم وتوجيههم.
- حرمان التلميذ.
- توبيخه وإنذاره.
- تضمينه ما تلفه.
فيلاحظ مما ذكر أن تأديب التلميذ من معلمه يتفق كثيرًا مع ما ورد في الفقه الإسلامي إلا أن ثمة فرقًا في ضرب التلميذ إذ شدد فيها النظام ومنع منها بخلاف ضرب المؤدب والمعلم في الفقه الإسلامي فلم يمنع منه.
يفرق الفقهاء رحمهم الله بين ضمان الضرر الناتج في التأديب المشروع له فيه وبين ما ليس مشروعًا له فإذا كان الضرر ناتجًا عن تأديب غير مشروع له فباتفاق العلماء فإنه يضمن، وإذا أدب المعلم تلميذه بما هو مشروع له فيه فأدى ذلك لهلاك التلميذ أو تضرر  فللفقهاء في المسألة قولان الراجح منهما أنه لا ضمان عليه.
بينما الضرر الناتج في النظام اتجهت الآراء التي قيلت في مدى التزام المعلم بضمان سلامة التلميذ بمقتضى عقد التعليم بثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: أن عقد التعليم لا ينشئ التزامًا على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ.
الاتجاه الثاني: عقد التعليم ينشئ التزامًا بضمان السلامة في الحالة التي يقيم فيها التلميذ بالقسم الداخلي بالمدرسة.
الاتجاه الثالث: عقد التعليم ينشئ التزامًا على عاتق المعلم بضمان سلامة التلميذ وهو المراد.
صور الضرر الناتج من المعلم في رقابته على التلميذ:
أ- الضرر بفعل مباشر من المعلم.
ب- الضرر الناتج من القصور في الرقابة. وذلك على النحوالتالي:
 -انعدام أو عدم كفاية الرقابة.
- تسهيل وقوع الضرر.
ــ عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية.
يتفق موقف الفقه الإسلامي مع موقف النظام من مسألة ضمان المعلم للضرر الذي يقع على التلميذ نتاجًا عن تأديب غير مشروع له.
ولكن المعلم في النظام يعتبر مسؤولًا مسؤولية كاملة عن التلميذ وأي ضرر يقع عليه في وقت الدوام الرسمي, بخلاف الحال في الفقه الإسلامي فلا يعتبرالمعلم مسؤولًا عنه مسؤولية توجب الضمان عليه حال انصرافه أو دخوله وخروجه.
وفي ختام بحثه عدد الباحث بعضًا من التوصيات جاء فيها:
« نظرًا لكثرة المدارس وما تتضمنه من المعلمين والتلاميذ والحاجة الماسة لضبط التلاميذ ورعايتهم أوصى الباحث بجمع الأنظمة واللوائح والسياسات والأخلاقيات والتعاميم والقواعد الداخلية في وزارة التربية والتعليم التي تعتني بالموضوع وصياغة نظام شامل لرقابة المعلم على التلميذ ومسؤولية المعلم.
ومن خلال عمله في التربية والتعليم لاحظ الباحث أن كثيرًا من المعلمين بحاجة ماسة إلى التدريب وإقامة ورش العمل على ما يلزمهم تجاه التلاميذ لتحقيق الرقابة والوسائل السليمة للقيام بها».
كما أوصى الباحثين بدراسة مسؤولية المعلم الجنائية وما قد يحصل منه من تعد أو تفريط تجاه التلميذ.
هكذا تبدو هذه الرسالة بحثًا في الدور الرقابي للمدرس حيال تلاميذه، وهي في معنى آخر تصب في مفهوم القيمة التربوية للرقابة.
فالرقابة على ما يفهم منها بصورة خاطئة وشائعة قد تعني في وعي البعض أنها ضرب من الرصد لتحركات التلاميذ بطريقة قد تقيد حرياتهم، الأمر الذي قد يأتي بنتائج عكسية من مردودها التربوي.
وبهذا المعنى فإن الرقابة هنا ليست نقيضًا للحرية، بل هي شكل من أشكال الرعاية والحماية للتلاميذ في حالات وأوقات معينة.
فمن أهم المفاهيم التربوية الحديثة التي آتت ثمارها بالتجربة الواقعية هو أن مساحة الحرية التي يحصل عليها الطالب أثناء دراسته لا سيما في المراحل الابتدائية، ستنعكس إيجابًا في قدراته وإمكاناته العلمية والمعرفية لاحقًا.
ولهذا فثمة حاجة مهمة في الحقل التربوي إلى إعادة فهم وتأويل مفهوم الرقابة بحيث يفضي إلى ضرب من الرقابة الذكية والخفية، بطريقة لا يشعر معها التلميذ بإكراهات تضغط على أعصابه وتجعله ضحية للشعور بالتسلط.
عنوان الدراسة:
رقابة المعلم على تلاميذه
دراسة مقارنة بين رقابة المعلم في النظام السعودي وبين ما جاءت به الشريعة الإسلامية.
بحث مقدم لنيل درجة  الماجستير من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
إعداد الطالب: داود بن عبدالعزيز بن محمد الداود


http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=391&Model=M&SubModel=141&ID=1348&ShowAll=On