ما إن تقترب أيام هذا الشهر الفضيل و لياليه و ساعاته إلا و تطوف بي ذكريات و أمسيات مع أحبة غالين غيبهم الأجل و واريناهم الثرى لكنهم خلدوا في دواخلنا أصواتهم الشجية و ضحكاتهم الندية و عباراتهم اللطيفة ، الصورة تلو الصور و الأصداء متلاحقة تترد في الأذن ، لا يمكن لمحب أن ينكرها و لا لعاقل يتغافل عنها ، كان في استقبالهم للشهر عبر ، يستبشرون بالخبر ، و يتتبعون في الاستفادة منه بالأثر ، أنقطعوا فيه بالعبادة ، و يسعون للطاعة و الاستزادة ، و كلٌ كان الخير مراده ، لم تلههم الدنيا الفانية ، و حققوا من الشهر اسمى معانيه ، يبتهلون ربِ أعلِ مكانيه ، في مجالسهم نستلهم الدروس ، و تصفوا النفوس ، أولئك من تطوف بي ذكراهم و إن حييت لن أنساهم ، و برحمة ربي في جنته ألقاهم ، فارسلوا لهم الدعوات و لا تنسوهم في الصلوات ، و في دعاء الخلوات ، فكم اسعدونا بسعيهم ، و كم غمرونا بخيرهم ، اللهم آنس و حشتهم ، و ارفع درجتهم ، و أعلى منزلتهم .
داود بن عبد العزيز الداود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق