قد لا اكون ممن حضر المشهد بأكمله و لا تصور الحدث بكامل تفاصيله لكن حسبي ما ينقلك الى عالم مليء بكل معاني الجمال و البساطة و السماحة ، باعثها ما نعيشه هذه الايام من ليالي مباركة كتب الله لنا فيها القبول.
في سطح ذلك المسجد الطيني المغطى بطبقة رقيقة من الاسمنت و جدار بارتفاع لا يتجاوز المتر الواحد تتقدمه سجادة للامام و سجادة طويلة خلفه كانت تحوي خيرة الرجال لم تتلهم الحياة عن المبادرة في الخيرات و التسابق للصلاة و يزيّن ذلك السطح صوتٍ شجي كأنما ينزل من السماء لم يعرف المكرفون له طريقا ، في ضوء خافت لا ترى أمامك إلا نخل ذلك البستان و تتوسطة شجرة سدر كبيرة تسبح بك في خيال سيّار و تحدثك عن أخبار و أخيار يرافق ذلك المشهد هدوءٌ عذب يريح النفس و يبهج الخاطر لم يؤذهم ضجيج المكيفات و لا الاصوات المرتفعة و لا الانارة الصارخة ،
ما اروع تلك الايام و اجمل تلك اللحظات كلما تذكرتها الان اتحفز للعبادة و الصلاة و القيام مع صادق الدعوات لتلك الأنفس الزكيّات و الهج بالدعوات أن يسبغهم الله بواسع الرحمات
فكم كانوا يسارعون في الخيارات و يتسابقون للصلوات و لم تشغلهم الدنيا و يلههم الأمل
اللهم فآنس وحشتهم في القبور و أجرهم يوم البعث و النشور و اجمعنابهم في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصدقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا
داود
١٤٣٣/٩/٢٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق